إعداد: أسامة
في معرض بحثي عن أسرار الجاذبية بين الجنسين وسبب إخفاق العديد
من الرجال "شديدو الذكاء" في جذب النساء وإثارة اهتمامهن أو حتى إقامة علاقة
ناجحة متزنة معهن تستمر فترة طويلة ، وجدت أمرا بالغ الأهمية لا يمكن الإغفال عنه.
ولكن دعني أولا أطلعك على أمر بالغ الأهمية ، فلعلك تكون
مثلي قد شعرت في يوم ما بأنك شخص "ذكي"، متعدد القدرات والمواهب وانك أقدر
من غيرك على حل المشكلات وتجاوز العقبات بما لديك من مواهب ومقومات. بل لعلك تكون مثلي
قد ظننت بأنك شخص أكثر ذكاء من باقي الرجال الـ"عاديين" ، وانك تتفوق عليهم
في قدراتك الذهنية ، وانك جدير بعدم الالتفات لمن هم دونك ذكاء. لم لا فأنت أكثر كفاءة
وذكاء ، أنت مختلف. ألست كذلك ؟
حسنا .. لست وحدك في هذا المضمار ، فجميعنا كـ"أذكياء"
مررنا بنفس التجربة وبنفس الشعور ، وحين يتعلق الأمر بميادين النساء والحب والغزل ،
كنا نرى المرأة التي لا تلتفت إلينا ولا تعيرنا اهتماما بأنها امرأة سيئة لا تحسن الاختيار
، فكيف لها أن تعرض عن رجل "ذكي" مثلك ومثلي لتختار الرجال "السيئون"
والذين هم بالقطع أقل ذكاء ومهارة منا ؟
كيف لها أن لا تنجذب لرجال "غير عاديون" مثلنا
أنا وأنت لتلاحق الرجال الذين كنا نرى ونعتقد بأنهم "غير مهمين" ، وليسوا
بمستوى ذكاءنا ؟
حسنا يا صديقي إليك الحقيقة القاسية ..!!
إن ذكاءنا هو عدونا الأول فيما يتعلق بالنساء والمواعدة والعلاقات
العاطفية والجنسية أيضا.!!
وإذا تخليت قليلا عن غرورك وكبريائك كرجل "ذكي"
يمكنني أن أوضح لك تماما ماذا أعني.
يستخدم معظم الرجال "الأذكياء" النصف الأيسر من
أدمغتهم ، وهو النصف المناط به حل
المشكلات والقضايا الذهنية "العلمية" أو
"المادية" وجميع التحديات "العملية" المتعلقة بالنظريات والمسائل
الحسابية. في حين أن الجانب الأيمن من الدماغ هو الجانب الحدسي الإبداعي ، جانب الحرية
والتأمل والخيال، وهو الجانب المسئول عن الإبداع الفني الأدبي فيما يتعلق بتعاملات
المرء مع العالم الخارجي ومع الأشياء من حوله.
بعبارة أخرى .. يستخدم "الأذكياء" كالمهندسين والأطباء
وصانعوا السيارات الجزء الأيسر من أدمغتهم ، وهم من أقل الناس نجاحا في علاقاتهم العاطفية
وأقلهم قدرة على جذب النساء وإثارة اهتمامهن لاختصاص هذا الجانب من الدماغ بالأمور
الميكانيكية الهندسية المادية ، والتي لا تلائم طبيعة المرأة العاطفية ، فمن النادر
مثلا أن ترى طبيبا ، طيارا ، كيميائيا ، أو مهندسا ، محاطا بمجموعة من النساء يرغبن
بالتحدث إليه أو مواعدته أو أخذ صورة فوتوغرافية له أو يطلبن منه توقيع أوتوغراف لهن
، ما لم يكن سبب ذلك شهرة هذا الشخص أو إمكانياته المادية.!!
وعلى العكس تماما من ذلك ، يستخدم الفنانون ، الأدباء ، الموسيقيون
و مصممي الأزياء الجانب الأيمن من أدمغتهم وهو الجانب المختص بالإبداع والتأمل والمشاعر
والروحانيات بشكل عام. ولا يخفى عليك مدى انجذاب النساء لهذه الفئة من الناس.
إن استخدام الجانب الأيسر من الدماغ ليس بالأمر المعيب ،
بل هو مطلوب للغاية ، شأنه في ذلك شأن جميع المقومات والمهارات الإنسانية المختلفة
، فالتوازن مطلوب في كل شيء ، ولكن فيما يتعلق بالنجاح في العلاقات النسائية والعاطفية
فالأمر هنا يصبح مختلف تماما ، إن استخدامك للجانب الأيسر – المنطقي - من دماغك في
التعامل مع النساء أشبه ما يكون باستخدامك لمطرقة في قطع حبة طماطم أو باستخدامك للمقاييس
والأوزان للتعبير عن الحب والأشواق.!!
انه استخدامك للأداة الخطأ في التعامل مع المسألة الخطأ.!!
إن المشاعر لا تستجيب للمنطق العقلاني ، فالعكس هو الصحيح
، وكم قد رأينا من أمور غير منطقية و غير عقلانية تحدث نتيجة الاستجابة للمشاعر المتأججة
، وارجع إلى التاريخ لترى بنفسك كم ألهبت خطب العظماء والقادة مشاعر الملايين وجعلتهم
يمنطقون الأعمال الغير منطقية ويبررون لسادتهم ما لا يمكن تبريره ، فالعقل يخضع للمشاعر.
أظنك بدأت تدرك ما أود الإشارة إليه ، وان لم تكن تدرك تماما
ما اعنيه فلا بأس ، فالأمر بحاجة لبعض الوقت حتى يتم فهمه واستيعابه ، فقد استغرقني
فهم الأمر برمته أعواما من البحث والدراسة والمعاناة حتى وصلت إلى ما توصلت إليه.
نعم .. النساء يستجبن لتأثيرات الجانب الأيمن من الدماغ ،
والناجحون في فهم طبيعة المرأة ممن يمتلكون القدرة على إثارتها و جذب اهتمامها ، هم
الذين يفهمون جيدا لغة النساء ، لغة الجانب الأيمن من الدماغ.!!
فلكل جانب من نصفي الدماغ وظيفته وقوانينه ولغته الخاصة به
وأدواته ، ومتى ما أدركت هذه الحقيقة تكون قد خطوت الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح
نحو تحقيق أهدافك في جذب نوع النساء التي تريد وإدارة العلاقة في الاتجاه الذي تشاء
وترغب.
إليكم هذه القصة والتي من بعدها سوف نختتم بالإجابة على سؤال
هذا المقال وهو ، لماذا يخفق الأذكياء في جذب النساء :
قرر "فريدريك فيك" ، أحد أثرياء وول ستريت ، اختيار
مساعدين له ممن يعملون لديه في إدارة أمواله ، وقد قام بتخصيص مبلغ مليون دولار أمريكي
لاختبار قدرات أربع مرشحين من المبرمجين والفنيين شديدي الذكاء ممن وقع الاختيار عليهم
، بواقع 250.000 دولار لكل شخص ، وقد اشترط فريدريك على المرشحين النجاح في استثمار
المبلغ للاستمرار في العمل لديه والانتقال إلى المستوى التالي من الاختبار وإلا ..
فهو مفصول عن العمل بشكل نهائي.
فما الذي حدث ؟ قام المرشحون الأربعة بإجراء أبحاثهم ودراساتهم
وإعداد خططهم واستراتيجياتهم وبدؤوا العمل على الفور.
بعد أسابيع من بدء العمل أظهرت المؤشرات تدني مستوى العائدات
المالية مقارنة بالنتائج المتوقعة والجهد المبذول.
فماذا كان رد المرشحين الأذكياء على هبوط مستوى المؤشرات
؟
أحسنت .. لقد قالوا جميعا وبالحرف الواحد : "ولكن نحن
على حق .. لقد أجرينا جميع الدراسات والأبحاث والاختبارات اللازمة لتحقيق أعلى مستوى
من الأرباح ومن النجاح".
المؤشرات تهبط ، والعائدات تقل ، وهم يرون بأنهم على حق.!!
لم لا ؟ أليسوا بأذكى من غيرهم ؟
حسنا .. الفرصة لم تزل سانحة للمرشحين.. والاختبار لم ينتهي
، فهم لم يخسروا كل ما
لديهم .. ولا مجال هنا للتراجع أو الاستسلام فالخيارات أمامهم
محدودة ، إما الربح أو إنهاء خدماتهم على الفور.
عليهم مواصلة الطريق ، المزيد من البحث و الدراسة ، والمزيد
من هبوط مؤشر العائدات.
"ولكننا على حق" ..!! كان ذلك رد المرشحون على
تدني مستوى المبيعات.
الغريب في الأمر أن هؤلاء "الأذكياء" كانوا يزدادون
اقتناعا بأنهم "على حق" في كل مرة تظهر بها النتائج عكس ذلك .. وكانوا يزدادون
اقتناعا أكثر وأكثر بأنهم فعلا "على حق".!!
إن عالم المبيعات والتسويق لا يكترث إن كنت على "حق"
بقدر ما يكترث لكونك على "صواب".
ما أدهش السيد "فريدريك" كما قال بنفسه : حتى بعد
أن خسر هؤلاء كل ما لديهم استمر بعضهم بالقول : "ولكنني على حق".!!
والآن دعني أسألك بشكل شخصي .. أيهما تفضل ؟ أن تكون على
"حق" وتحصل على "لا شيء" ، أم تفضل الاعتراف بإمكانية أن تكون
مخطأ وتفتح ذهنك لاكتساب معارف ومهارات جديدة لم يهتدي إليها صوابك من قبل ، مقابل
أن تحصل على النتائج التي تريد ؟
أترك لك وحدك الإجابة على هذا السؤال .. وأعود للإجابة عن
سؤال هذا المقال .. لماذا يخفق الأذكياء في جذب النساء ؟
وإليكم الأسباب ..
1. الأذكياء مخطئون في تقديراتهم وفهمهم لطبيعة المرأة ،
ولكنهم لا يستطيعون أن يرون أو لا يريدون أن يرون بأنهم مخطئون ، وان رأوا فهم لا يريدون
الاعتراف بذلك.
الأذكياء يرون دائما أنهم على حق ، ولو تبين لهم بالأدلة
غير ذلك فهم لا يرجعون سبب ذلك إلى خطأ في تقديراتهم وفهمهم للأمور ، بل إلى وجود خطأ
ما في الآخرين.!!
فهم حين يخسرون مبلغا من المال – كما في المثال السابق –
لا يعترفون بخطئهم ولا يرون بأنهم مخطئون ، بل يصرون بأنهم على حق ولكن شيئا ما قد
تغير في أذواق الآخرين ومفاهيمهم ، أو أن المنافسون "الغير أخلاقيون" وسبلهم
الملتوية هي السبب وليس ذكاؤهم.
2. الأذكياء يفتقرون إلى المهارات الأدبية (الذكاء الاجتماعي)
، وقد يعتبرون مثل هذه المهارات مضيعة للوقت أو أنها مهارات الحالمين "الغير واقعيين"
والعامة وليست للصفوة من أمثالهم.
3. يبحث الأذكياء عن حلول عملية ذات طابع علمي ( أي أن
1+1 يجب أن تساوي دائما 2) ، ولا يلتفتون إلى الجوانب الأخرى من الحياة الاجتماعية
، إن ما يبحثون عنه دوما لحل أي مشكلة تواجههم هو المعلومات .. المزيد من المعلومات
هو الحل. وفيما يتعلق بالجانب العاطفي من العلاقات الإنسانية وخصوصا فيما يتعلق بالنساء
فهم يريدون معرفة كل شيء قبل أن يخطو خطوتهم الأولى. وبذلك فهم لا يحركون ساكنا.
4. لا يقبل الأذكياء فكرة التعلم ممن هم أقل منهم ذكاء ،
ولا يستسيغون الاعتراف بتفوق الأشخاص "العاديين" عليهم في جانب من جوانب
الحياة ، فهم يوصدون الأبواب أمام أي فكرة قد تأتي من شخص "عادي" أقل ذكاء
منهم ، وبالتالي يفوتون على أنفسهم فرصة الاستفادة من خبرات الآخرين.
5. يتعاملون مع الحياة "بالمنطق" العقلاني لا بالعاطفة
الوجدانية ، واليكم هذه الحقيقة .. النساء لا ينجذبن لمن يجعلهم "يفكرون"
.. إنهم ينجذبون لمن يجعلهم "يشعرون". (سنتحدث بشكل مفصل عن هذه الحقيقة
في مقالات أخرى).
6. الأذكياء يتعاملون مع تحديات العالم الخارجي بالجانب المنطقي
للجزء الأيسر من الدماغ ، فهم غير معتادون على مجابهة المشاعر العاطفية ، وعندما يتعامل
رجل ذكي مع امرأة حسناء فاتنة فهو لا يعرف كيف يتعامل مع مشاعر الرغبة والانجذاب بداخله
نحوها ، مما يوقعه في الحيرة والخوف والارتباك والقلق والتي لا يعرف أيضا كيفية التعامل
معها (هل شعرت يوما إنك تخشى محادثة امرأة جذابة وبدلا من محاولة معرفة ومعالجة أسباب
تخوفك رحت تختلق لنفسك الأعذار عن سبب إخفاقك من مثل ، لا أريد التحدث معها الآن فهي
"قد" تكون متزوجة ، مخطوبة ، لديها صديق أو أخ "قد" يكون على مقربة
منها أو في مكان ما هاهنا ، أو أنها لا ترغب فيمن يزعجها في الوقت الراهن على الأقل
.. إلخ ، تجدر الإشارة إلى أن الأذكياء هم من أمهر الناس في اختلاق الأعذار التي من
شأنها أن تحول دون وقوعهم في اختبارات تكشف جوانب ضعفهم وافتقارهم إلى المهارات الاجتماعية.
7. يعتقد الأذكياء أن أفضل طريق لجذب النساء هو "المنطق
العقلاني" ، وأنهم قادرون على إثارة إعجاب المرأة بكونهم أشخاصا "لطفاء"
، وبدلا من محاولة "جذب اهتمام المرأة بالتأثير عليها" عن طريق فهم طبيعة
مشاعرها وسلوكها الأنثوي ، تراهم يجتهدون في محاولة "إقناعها" وخطب ودها
بالوسائل المنطقية من مثل : شراء الهدايا ، كروت الاتصالات ، وجبة عشاء مكلفة في مطعم
فاخر ، سؤالها إن كانت مرتاحة معه ومستمتعة بصحبته ، والى ما هنالك من أسئلة تنم عن
ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس.
8. الأذكياء محتارون بين صفاتهم الشخصية التي يرتاحون لها
والتي تعمل من أجلهم وبين الصفات الشخصية لمنافسيهم .. حيث يرى بعض الأذكياء أن لديهم
صفات حسنة وأنهم مؤهلون أكثر من غيرهم للتفوق والنجاح ولكنهم يصطدمون بواقع مغاير وهو
أن الأقل منهم ذكاء أكثر منهم قدرة على جذب النساء ، وهذا مما يوقعهم في حيرة بين الاستمرار
على نهجهم أو تقليد منافسيهم دون فهم لحقيقة ما يقوم به هؤلاء المنافسون ، وهنا يجدون
أنفسهم بموقف حرج لا يعرفون كيف يتخلصون منه فهم – كما قلنا – يريدون فهم كل شيء قبل
أن يقوموا بعمل أي شيء.
هذا بعض مما وجدت وودت مشاركتك فيه ، مع تقديري وشكري لاهتمامك
في تطوير ذاتك وتنمية قدراتك ومهاراتك. أرجو أن تستمر في قراءة مقالاتنا ،و كتابي الالكتروني... الذي هدفه تعريفك بحقيقة علاقة بين الرجال والنساء وكيف تحدث فرقا لصالحك...
ستجد فيه كل شيء ، من الألف إلى الياء عن كيفية اتخاذ الأمور على طول الطريق من البداية إلى النهاية... من اللقاء الأول حتى الموعد الأول... إلى بناء علاقة دائمة ومتكاملة.... وما بعدها...بطريقة صحيحة .
سوف تتعلم كيف تتغلب على معتقداتك التي تحد من نجاحاتك في العلاقات... كيف تتخلص من مخاوفك من التحدث إلى النساء... كيف تجعل النساء يشعرن بانجذاب نحوك ، حتى وان لم تكن تملك المال ، المظهر ، أو الشهرة...
وبعبارة أخرى.. انه نظام تام ومتكامل. ستتعلم من خلاله كل ما تحتاج معرفته للبدء في تحقيق نجاحات أكثر في علاقتك مع النساء فورا.